المصريون لا يبيعون البرسيم في البقالة

TT

نشرت «الشرق الاوسط» في عدد الاربعاء 2001/3/21 في صفحة (صحافة العالم) نقلا عن مجلة المانية كلمة بعنوان (في المطبخ المصري) هي انموذج للاستظراف السمج رمى كاتبها المصريين في بضع كلمات بكل نقيصة ونسب اليهم جميعا ابتداء من زميله الحريص على الطماطم مرورا بزوجة صديقه صانعة «ورق العنب» حتى خادمة منزله المشعوذة، خصالا مرذولة ادناها البطنة وسيطرة الشعوذة والدجل وشهوة الطعام على حياتهم ووصم معظم اهل مصر بالفقر المدقع ودليله على ذلك انهم لا يستطيعون أكل اللحم إلا مرة في العام. وانهم يبيعون البرسيم في البقالة، كما يذرف الاجانب الدمع في شوارعها ليس من التأثر، لكن من الروائح الكريهة، وكانت كلمته كلها على هذا النحو من المبالغة البعيدة عن روح الفكاهة وتتسم بالسخافة وقلة الذوق.

ظننت ان كاتب الكلمة يتحدث عن شعب بدائي في جزيرة مهجورة، وان هذا الالمعي هو روبنسون كروزو يصف متوحشي جزيرته، ولست ألوم الالماني «شميت» ولكن اعتب على الاخوة في «الشرق الاوسط» العزيزة الذين نقلوا هذا الهراء لنتأذى بقرائته وارجو الا تصفوا ما سبق بالشوفينية والحساسية التي لا مبرر لها فإننا كما تعلمون اكثر شعوب الارض سخرية من انفسنا ومن الكثير من عاداتنا المرذولة التي نستهجنها ونسخر نحن منها قبل غيرنا، لكن الكلمة المشار إليها كانت صادمة فجة التناول وكان من الواجب على من اذن بنشر الترجمة ان يراعي مشاعر قارئه المصري، واظنه كان سيتوقف كثيرا قبل نشر هذا السخف اذا كان يتناول شعوبا اخرى.