يدافعون عن حقوق الإنسان ويجحفون بحق التركمان

TT

بعد تسلم الإدارة الاميركية الجديدة زمام الحكم صدرت عنها وعن الجهات التي تمولها في المعارضة العراقية بعض البيانات والتقارير المجحفة بحق التركمان وصلت إلى درجة انكار وجودهم في وطنهم العراق الذي يستوطنون فيه منذ اكثر من الف عام. فتقرير وزارة الخارجية الأميركية عن حقوق الانسان في العراق الذي صدر في فبراير (شباط) الماضي، والبيان الختامي الذي صدر عن ندوة حقوق الانسان في العراق التي نظمتها لجنة حقوق الإنسان التابعة للمؤتمر الوطني العراقي والمنشور في صحيفة «المؤتمر» بتاريخ 2 ابريل (نيسان) الجاري فضلاً عن بعض المقالات والدراسات التي نُشرت في بعض الصحف والمجلات العربية الدولية تضمنت إجحافاً بحق هذا العنصر المسالم لم تمارسه اية سلطة من سلطات العراق لحد الآن.

ان نقطة الارتكاز في فكرة حقوق الإنسان، هي وجود حقوق متساوية لا يمكن إزالتها وتجاهلها والتخلي عنها لكافة الناس. كما ان للإنسان بحكم انسانيته وبصرف النظر عن شكله أو لونه، أو جنسه، أو ديانته، أو مهنته، أو مكانته، حقوقاً معينة، على جميع الناس والمجتمعات والحكومات ان ترعاها وتحافظ عليها. الا اننا نرى في الاونة الاخيرة ان الموجودين في مقدمة دعاة هذه الفكرة يتشاطرون الرأي في انكار وجود التركمان في العراق.

ان التقرير الذي اشرنا اليه اعلاه يشير إلى ان نسبة التركمان في العراق 1% ويصف مناطق التركمان وخاصة كركوك المركز الذي يتكثفون فيه على انها مناطق كردية. وكذلك البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الوطني العراقي الذي يدعي بأنه يدافع عن حقوق الشعب العراقي بكافة عناصره القومية والمذهبية، فقد تجاهل التركمان تجاهلاً لا يمكننا وصفه الا بعبارة التعمد مع سبق الاصرار. إذ لم يكتف بعدم ذكر كلمة التركمان في بيانه فحسب، بل جزأ العراق تجزيئاً لا يمكن القبول به بتاتاً وجعل من شماله كردستاناً ومنحها كافة حقوقها ولم ينس حصتها في نفط العراق من برنامج «النفط مقابل الغذاء» مطالباً باستمرارها حتى في حالة رفع العقوبات الدولية عن العراق. ان هذا الاجحاف بحق التركمان لم تمارسه أية سلطة في العراق حتى النظام الحالي. علماً أن المصادر العراقية الرسمية لم تجحف حقهم إلى هذه الدرجة واشارت إلى ان نسبة التركمان هي 2% وان لم تكن هي الحقيقة. والحقيقة انهم يناهزون المليوني نسمة في العراق.

والسؤال هنا: ما الذي حدث؟ ولماذا انقلبت الآية على هذه القومية المغلوبة على أمرها؟ أهذه هي الديمقراطية وحقوق الانسان التي تدعي بها اميركا؟ أهذا هو المؤتمر الوطني العراقي الموحد الذي كان يدعي الدفاع عن حقوق الشعب العراقي بكافة طوائفة القومية والدينية؟