عنصرية عوفاديا يوسيف.. ألا تستحق وقفة من الغرب؟

TT

عشية الذكرى الـ 54 لمجزرة (دير ياسين) التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بدم بارد ضد الشعب العربي الفلسطيني، وعبر «الشرق الأوسط» في عددها المرقم 8169 بتاريخ 2001/4/10 وعبر شاشات التلفزة طل علينا وجه كالح صفيق يدعى (عوفاديا يوسيف) الأب الروحي لحزب شاس العنصري الصهيوني داعياً اتباعه إلى ابادة العرب ومحوهم عن وجه الأرض، طالباً من اللّه تعالى ان ينتقم من العرب ويبدد ذريتهم موصياً في ذات الوقت اتباعه بالشدة فالرحمة لا تجوز للعرب. ان ما يهمنا هنا ليست حشرجة هذا الموتور ، وليس لنا ان نعلق عليها أو نتقصاها وننخلها، فهي واضحة جلية، وانما ينصرف قصدنا إلى توجيه سؤال يتلكأ على اللسان إلى دول الغرب والأمم المتحدة ومجلس الأمن ودوائر صنع القرار لديهم ماذا سيكون ردكم لو صدرت هذه التصريحات من أحد العرب أو المسلمين؟ اننا نسأل مع اننا نعرف الجواب سلفاً، اذ سيكون جوابكم اتهامه بمعاداة السامية وانه عنصري ونحو ذلك من النعوت الجاهزة التي تطلق بلا هوادة اذا كان الفاعل عربياً أو مسلماً. أما ان يصدر من هذا الحاخام فانه يمر مرور الكرام ليس له اي رد فعل أو صدى أو ادانة بل هو صمت القبور، بل ودعوتنا إلى تفهم وجهة النظر الأخرى بصدر رحب. نعم ايها العرب، فسياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين هي ديدن هؤلاء. وبعيداً عن لجة المشاعر والانفعالات فإن الواجب الاخلاقي والقومي لنا يتطلب وقد استحضرنا مقتضيات التبصر ان لا نرجو خيراً منهم لنصرة قضايانا أو حتى وقوفهم على الحياد رغم ان جرائم الصهيونية لا تبقي فرصة غير آثمة للحياد فهؤلاء تيبست ضمائرهم ونضب كل مورد للخير فيها بدعمهم السافر للقتلة والسفاحين ، بقي ان اسأل العرب هل صرخات شبان الانتفاضة من زملاء الشهيد الدرة وقد لامست اسماعكم سوف تلامس نخوتكم مثلما لامست نخوة خالد والمعتصم وصلاح الدين؟ أم يكون حالنا كقول الشاعر:

يا ابن الوليد ألا سيف تؤجره فكل اسيافنا قد اصبحت خشبا