أين صوت العلماء لإنقاذ البسطاء في السودان؟

TT

تعقيبا على ما ورد في العدد 8172 حول زيارة وفد الوساطة الإسلامي للسودان لمحاولة التوفيق بين جناحي حزب المؤتمر الوطني المنشق أود أن اتقدم ببعض التساؤلات وبعض المناشدات لأعضاء الوفد الكرام.

السؤال الأول هو لماذا لا نسمع صوت العلماء الأجلاء ولو لمؤازرة أهلنا البسطاء في السودان حين تلم بهم الكوارث من فيضانات وأوبئة ومجاعات وآخرها المجاعة التي تهدد 3 ملايين سوداني، وقد هبت هيئات الإغاثة الأجنبية ـ مشكورة ـ لإرسال معوناتها؟

لماذا لم يحاول هؤلاء العلماء تقديم النصح لحكام الخرطوم قبل انشقاق حزبهم، ليتقوا الله في رعيتهم، وذلك بالحكم العادل.

قد نجد العذر للعلماء في عدم إلمامهم بأخبار السودان ومآسيه، التي تكتب عنها الصحف وتتكلم عنها الإذاعات والفضائيات وذلك لمشغولياتهم الكثيرة، لذا فأنا أناشدهم هذه المرة أن يقوموا بزيارة تفقدية للاحياء الشعبية ومناطق النازحين بسبب الحروب والمجاعات وليستمعوا للمرضى العاجزين عن دفع تكاليف العلاج في المستشفيات الحكومية، وليسألوا التلاميذ المشردين في الشوارع لعدم مقدرة أهلهم على دفع تكاليف التعليم الأولي في مدارس الحكومة، وليتعرفوا على بعض مآسي المواطنين الهائمين على وجوههم في الشوارع من ضعف المرتبات، التي لا تكفي لسد الرمق حتى آخر الشهر.

أناشد أعضاء الوفد الإسلامي أيضا أن يعملوا على التوفيق بين الجناحين المنشقين وقبل ذلك اسداء النصح للحزب الحاكم للعمل الجاد والمخلص من أجل الوطن والشعب، وذلك بالشروع فوراً في إزالة كل العقبات عن طريق الوفاق الوطني، وذلك بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين وتعميم الحريات من أجل معالجة مشاكل السودان شماله وجنوبه، وذلك هو الطريق الوحيد لإيقاف الحرب وللحيلولة من دون التدخلات الأجنبية التي سيكون ضررها أبلغ على المسلمين من أهل البلاد قبل غيرهم. وجزى الله العلماء الكرام خير الجزاء، ان استطاعوا أن يقوموا بهذه المهمة.