لماذا النوم في أحضان اليهود.. أحب أم خوف؟

TT

كان لافتا للنظر خلال الاسابيع القليلة الماضية عدد من المقالات المتلاحقة خصوصا من حيث تطابق الافكار والاوصاف وايضا التوقيت والتوجه باستخدام لغة واسلوب اقل ما يمكن وصفه كالذي يحرم الحلال ويحلل الحرام!!.. ذلك من قبل عدد من الصحافيين اللبنانيين، حيث تناولت كتابتهم بالتناوب تحذيرا من نية لجمعية مؤرخين، علماء واكاديميين غربيين عقد مؤتمر لهم في لبنان يتناول في أحد بنوده اظهار دلس ادعاء الصهاينة بخصوص عدد ضحاياهم بالمحرقة ابان الحرب العالمية الثانية والمعروفة بـ«الهولوكوست» واستغلالهم تلك الحادثة قاعدة للابتزاز والاستغلال المادي والسياسي، وآخرهم كان الصحافي راجح الخوري في «الشرق الأوسط» يوم 25 مارس (اذار) 2001 عنوانها بالتحذير من النوم بين قبور اليهود لنتجنب الاحلام الوحشة. ونقول هنا: لا نتفق مع الكاتب، لينم اليهود والصهاينة بين قبورهم او قبورنا ليشاهدوا بانفسهم الاحلام التي تحذر منها! ثم اقول ايضا انني شديد الاسف لقراءة مقالات من هذا النهج. فالكاتب راجح الخوري استفاض تحذيرا من استضافة مؤتمر العلماء والاكاديميين المشككين بعدد الضحايا بمحرقة اليهود، ثم يشير الى قنوات الدول التي تحذر لبنان بالترهيب والتهديد بحال انعقاد المؤتمر في بيروت. وبدلا من تفنيد اقاويلهم ودحض اكاذيبهم، استفاض ايضا بترجمة سمومهم. بيد ان انعقاد أي مؤتمر في أي دولة، سريا كان او علنيا، لا يدينها بشيء اذا لم يكن برعايتها او مباركتها، وعلى حسب علمنا لبنان دولة ديمقراطية، فأين مبدأ الرأي والرأي الاخر خاصة عندما تكون الحقائق موثقة بالقرائن والدلائل؟

ترى لماذا كل هذا التهويل للحيلولة دون انعقاد هذا المؤتمر؟ فهذه المسرحية تعاد وتعلو الاصوات عند صدور اي كتاب او انعقاد اي مؤتمر بأي مكان يتناول هذا الموضوع. انها حقا غريبة هذه الديمقراطية الاستنسابية التي يعيشها بعض الصحافيين، والتي من قوانينها ما يمنع التحدث بكل ما يمس بالهولوكوست. عجيب حقا هذا التجمهر للاقلام خوفا من اثارة غضب اليهود، وبالمقابل لم نقرأ كلمة استنكار او شجب او احتجاج على التصريحات العدائية الشديدة والعديدة ضد العرب عموما والطائفة المسيحية خصوصا حين نعتوهم، والنبي عيسى عليه السلام، بأسوأ الصفات على لسان الحاخام الاكبر في اسرائيل، عوفاديا يوسف. انني ادعو اصحاب الاقلام الذين تصدوا لهذا الموضوع والتعليق عليه بانحياز مفرط للسلبيات، الى مراجعة معلوماتهم واعادة قراءة مراجعهم، وان يضيفوا مذكرات كورت فالدهايم. (رئيس جمهورية النمسا سابقا والامين العام الاسبق للامم المتحدة)، وغيره من الكبار المشهود لهم بالعلم والكفاءة، حين تناولهم جوانب هذا الموضوع.