الرق والسماع من طرف واحد في السودان!

TT

قرأت في عمود الاستاذ عبد الرحمن الراشد اليومي ما كتبه عن الرق في السودان ولا أود ان ادافع على غير بصيرة، وما اكتبه هو تبيان للحقائق اكثر منه دفاعا.

فقد عزل المستعمر جنوب الوطن عن بقية اجزائه وهذه دائما بؤر يرتب لها المستعمر فهو يعلم بانه مغادر يوما لا محالة ولا بد من ترك مسمار جحا خلفه والكثير من هذه المشاكل ما زالت عالقة فناهيك عن «مسامير جحا» في البلد الواحد فهي موجودة مع الجيران وبين الجيران انفسهم في المسائل الحدودية.

البارونة كوكس وبقية من زاروا جنوب الوطن لم يدخلوا عن طريق القنوات الشرعية لسيادة الدولة وانما دخلوا من كينيا ويوغندا للاراضي التي يحتلها المتمرد جون قرنق وهو الذي يقودهم في زياراتهم ويعرض حالات مفبركة وواضحة عمليات الفبركة فيها فلماذا البارونة ومن والاها لا يتحققون من الامر في حضور مندوب الحكومة او المندوب المقيم للامم المتحدة في السودان ولماذا يسمع من طرف واحد ولا يسمع من الطرف الآخر؟ ولماذا لم يستجوبوا الثلاثة ملايين سوداني من ابناء الجنوب الفارين لبقية انحاء الوطن عن الرق والاسترقاق؟! لماذا فقط يستجوبون من هم في مناطق قرنق!! ولو كان الامن يغطي كل الاراضي ففي كثير من الاحيان تحتاح التسويات بين القبائل المتنازعة الى حكمة الكبار وعندها كانت تتشكل مجالس (الجودية) وهي تشكل من حكماء القبيلتين برعاية الدولة وتدفع فيها الدية مقابل من ماتوا من الجانبين ويطلق سراح من اسر لأي من القبيلتين، وحروب هذه القبائل غالبا ما تكون متوارثة لأنها تبدأ وتنتهي من اجل شيئين هامين لكليهما هما الماء والكلأ. ولنتصور ماذا يعني الماء والكلأ للرعاة. وماذا ان كان هؤلاء الرعاة من قبيلتين مختلفتي الجذور والاصل والمعتقد ولكن يربط بينهما وثاق المواطنة والتي في مثل هذه الاحوال تأتي في الدرجة الثانية والقبلية تأتي في الدرجة الاولى!