عرفات الحائر والخيارات المستحيلة

TT

ماذا يفعل الرئيس عرفات الحائر لينقذ شعبه؟ فعرفات حائر بين الأعداء والاخوة والاصدقاء، والاعداء الظاهرين من إسرائيل والأميركان الذين يأكلون شعبه وأرضه وقدسه وشجره بالوسائل العسكرية والهمجية كافة، بالإضافة إلى حربهم النفسية وتشويه كفاحهم الشرعي بالتشنيع بأنهم «الإرهابيون» وحائر مع الاخوة العرب الذين يتفرجون عليه من بعيد وهو يصارع الغول الإسرائيلي بعد أن اغمضوا عينيه بالفرصة التاريخية وجعلوه يوقع اتفاقية غير متكافئة نتيجتها قفص اوسلو الحديدي المطلي بالذهب الذي يُشوى فيه الفلسطينيون ليلا ونهارا ولا ينالهم من الاخوة العرب إلا مصّ الشفاه وكلمات التعازي، التي تضيع في أحيان كثيرة خوفاً من الغول الأميركي الكبير. أما الاصدقاء فغالبيتهم من الضعفاء.

ماذا يفعل الرئيس عرفات بأعدائه واخوانه؟ هل يهدد اخوانه بإعطائهم مهلة لمعونته، والتدخل لصد الغول الإسرائيلي، أو أنه سيفاوض الإسرائيليين على القدس مقابل حقن دماء شعبه والاعتراف بدولته وليصلي من أراد في أي مسجد أو كما قال أحد القادة العرب؟! أم يهدد إسرائيل بكسر قفص اوسلو فينطلق الشعب الجريح لشن حرب عصابات تكرهها اسرائيل اذا لم تتوقف المجازر الصهيونية ولم يتم الاعتراف بدولته؟

وفي الحالتين تكون نهاية عرفات بخنجر من اخوته أو بصاروخ من أعدائه، وبعد ذلك سنجلس ونتحدث عن عرفات، ونتجادل ونتشاجر: هل كان عرفات على صواب أم على خطأ؟