الانتشار الواسع للأغنية الخليجية أضر بها

TT

طالعت في عدد «الشرق الأوسط» الغراء رقم 8164 الصادر يوم الخميس 5/4/2001 خبرا حول تدشين موقع للأغنية الموريتانية على الانترنت مما يجعل العالم «يكتشف ما تزخر به هذه الاغنية من عطاءات وايحاءات»! وأسعدني الخبر ليس لأني مغرم بالأغنية الموريتانية التي لم أسمعها في حياتي، ولكن لأني أجدها فكرة جيدة غير مسبوقة تهدف الى تعريف الاغنية للمستمعين في العالم، خاصة العالم العربي.

ومنذ تدشين محطة Mbc - FM أخذت على عاتقها تعريف المستمع العربي بالاغنية الخليجية، وبقدر ما اصبح لهذه الاذاعة الفضل في انتشار الاغنية الخليجية إلا ان هذا الانتشار لم يتعد الدول القليلة التي يبث فيها ارسالها فكان لزاما ان تتخذ وسائل أخرى فكانت الحفلات الكبرى لكبار مطربي الخليج بشكل دوري وأيضا بتوزيع ألبومات المطربين والمطربات في جميع العالم العربي ودول العالم.

ولكن وبحكم وجودي مدة طويلة في احدى دول الخليج ومتابعتي ـ ومعي مجموعة من المتخصصين و«السميعة» ـ للأغنية الخليجية ومدى انتشارها بسرعة رهيبة في انحاء الوطن العربي أجد ان هذا الانتشار أضر بالأغنية الخليجية أكثر مما أفادها. فهي بايقاعها الحالي بها عيوب كثيرة أهمها التشابه الكبير بين الألحان والايقاعات لدرجة انك لو سمعت عشر أغان فإنك في النهاية سوف تعتقد انك سمعت أغنية واحدة فقط للنمط الواحد الذي تسير على الأغنية، وربما كان الملحن معذورا في ذلك، حيث ان أسلوب الشعر النبطي الذي تكتب به الأغاني والذي يحتوي على قافيتين لكل شطر قافية، يحتم عليه أن يلحن بهذا الشكل، لذا فالمواطن الخليجي لا يشعر بهذا الفرق لأنه ينام ويصحو على هذه الأغاني بهذا النمط، ولا جدال ان الأغاني التي خرجت عن هذا النمط هي التي انتشرت ونجحت وأحبها الناس وذلك بفضل ذكاء وموهبة طلال مداح ومحمد عبده وعبد المجيد عبد الله عندما قدموا أغنياتهم الرائعة: «مقادير» «بعاد كنتم» و«رهيب» على التوالي.