قوى داخلية وخارجية لا تريد للجزائر أن تحظى بنعمة الأمن والاستقرار

TT

ها هي الصحف ومن ضمنها «الشرق الأوسط» تطالعنا بتلك التقلبات والانتكاسات الخطيرة على الساحة السياسية والتي جعلت الجزائر في أجواء من التوتر والارهاب الدموي المتصاعد. والمتأمل في الساحة السياسية في الجزائر يجد تفرعا في الاحزاب السياسية وتضاربها فكل حزب تراه يرى في فكره ومنطلقاته الآيديولوجية السبيل الأمثل الذي يجب أن تنتهجه البلاد ناسين بذلك أو متناسين أهم أسس الدّيمقراطية ومبادئها. ونحن كدول العالم الثالث يسيء الكثير وللأسف الشديد فهم الديمقراطية ومضمونها ومضمون روحها وقيمتها المثلى، فليست الديمقراطية تلك التي تُؤسس على غرار القبضة الحديدية وتكميم الأفواه وليست تلك التي تتخذ صنيعاً تخنق به صوت العقل والمنطق وتضرب بارادة الشعب الجزائري عرض الحائط.

إن المسيرة الديمقراطية في اي بلد كان هي بحاجة إلى تربة صالحة وجو صحي بعيدٍ عن الأهواء وأحادي الرؤى. فيبدو أن هناك قوى معينة داخل الجزائر وربما من خارجها لا تريد لهذا البلد المسلم أن يحظى بنعمة الأمن والاستقرار وأن يتفرغ قادته لجهود التنمية ورفع مستوى معيشته وحمايته من أية أخطار يمكن أن تهدده، ولقد كان من المفروض أن تهدأ الأوضاع في الجزائر بعد التغيير الحكومي الأخير والإعلان عن انتخابات عامة قبل نهاية العام تتاح للشعب كله من خلالها أن يقول رأيه في صالح النظام أو في صالح معارضيه أيضاً، وهذا حق من حقوق الشعب الجزائري وهذا لا نقاش فيه ولا جدل ثم هو في الوقت نفسه إطار سلمي للتعبير إذا فاز الذين يريدون التغيير باغلبية أصوات الناخبين وهو البديل السليم للفوضى والقلاقل والتي لا يستفيد منها سوى اعداء الشعب الجزائري نفسه وبالتالي اعداء الأمتين العربية والإسلامية على حد سواء. ولكن أحداً من العرب والمسلمين لا يملك إلا أن يحس بالقلق الشديد إزاء المحاولات المستميتة لإحداث فتنة مسلحة في الجزائر والدعوة إلى القتال والمواجهة مع الحكومة كما جاء في حديث أحد القادة المعارضين ناشد فيه أتباعه تخزين السلاح والاستعداد للقتال ضد الجيش الجزائري وكأنما هو جيش احتلال وليس جيش الشعب الذي أنشئ في ظل الكفاح المسلح ضد المستعمرين وخاض أشرف المعارك حتى انتصر وكلفه هذا الانتصار مليون شهيد.