جنوب السودان: كل المبادرات لوضع حد للحرب فشلت .. لماذا؟

TT

طالعتنا الصحف بما اشترطته حركة جون قرنق لوقف اطلاق النار. سعت الحكومة وغيرها لوقف هذه الحرب المجنونة في جنوب السودان، دول الايقاد واصدقاء الايقاد والشقيقتان مصر وليبيا في مبادرة واحدة، وكانت النتيجة صفرا. اصرت الحركة على مواصلة الحرب، ادان حزب الامة ذلك المسلك عبر زعيم الحزب الصادق المهدي بقوله: ان العقيد جون قرنق احد بارونات الحرب في افريقيا. ادان الدكتور حسين ابو صالح اجندة الحرب هذه التي تنتهجها حركة قرنق بل وصف في حديث له نقلت «الشرق الأوسط» مقتطفات منه في عددها رقم 8198 شرط الحركة لوقف اطلاق النار بوقف ضخ البترول وتصديره بأنه دليل عدم الجدية وانه عبث في قضية تمس حياة المواطنين وان الحركة غير مستعدة للسلام، هذا حديث للدكتور حسين ابو صالح وزير الخارجية الاسبق والقطب الاتحادي المعروف يشير الى شبه اجماع من الفعاليات السياسية المؤثرة على ادانة هذه الحرب وبالتالي حركة قرنق التي تبنت هذا الخيار. ولعله من نافلة القول ان نشير الى خطل الحركة وتطرفها في املائها ذلك الشرط المجحف لوقف اطلاق النار، فالبترول هذه الثروة القومية التي بذل المواطن من عرقه ودمه للاستفادة منها امر غير قابل للمساومة فيه، فهو كما اسلفنا ثروة قومية لا تتعلق بفئة من الناس دون الآخرين وهذا مما يدل دلالة بالغة على عدم اهتمام الحركة بالشأن القومي، بل ما يعنيهم نصر عسكري رخيص يوازيه دمار وخراب وقتل.