برامج التسلية والعنصرية ضد العرب

TT

نشرت جريدة «الشرق الأوسط» في عددها رقم 8208 خبرا ومقالا عن البرنامج الفرنسي «قصة شقة» الذي يعرض الآن في فرنسا محققا اثرا جماهريا كبيرا بالاضافة الى خلقه لهوة كبيرة في المجتمع الفرنسي بين مؤيد ومعارض.

في الحلقات الاولى من هذا البرنامج شاهد الجمهور، عددا من العرب المشاركين ضمن اطار هذا العرض والبرنامج، كما عرفنا، يعرض تفاصيل وتفاعلات عدد من المشتركين في بيت مغلق لمدة عشرة اسابيع، هذه التفاصيل تتضمن كيفية نشوء العلاقات الانسانية بين الرجل والمرأة ونقلها على الهواء بكل حيثياتها من دون رقابة، وعلى الجمهور ان يختار افضل زوجين كانا متناسقين في علاقتهما.

الموضوع هنا ليس نقد البرنامج او اعطاء الرأي المضاد او الايجابي نحوه فالاحصائيات الميدانية تثبت أن البرنامج يحقق نجاحا باهرا من حيث نسبة المشاهدين.

ان هذا الوضع قد يكون طبيعيا، لكن المشكلة تكمن عندما يشتكي العرب من عدم انصاف حقوقهم العربية في هذا البرنامج وأن يتحدثوا عن العنصرية الواضحة في طرد مشترك او مشتركة من اصل مغربي او عراقي وعند التحدث عن الظلم الذي وقع على عزيز المغربي او كنزة العراقية نكاد ان نتأثر او نشعر بالغبن نحن معشر العرب.

فلا بد لنا من ان نأسف كعرب على ما وصل اليه وضعنا من اضمحلال في اولويات لم نضعها نحن ولن نضعها مهما تغيرت بنا الظروف. الاجدر بعزيز وكنزة اللذين يعتبران سبب طردهما من البرنامج عنصرية المجتمع الفرنسي نحو العرب ان يحافظا على ما تبقى من صورتيهما العربية من دون المساس بها وبقيمتها التي باتت من خلال مشاركاتهما في هذا البرنامج فاقدة لمحتواها ومكنوناتها الرفيعة.

اخيرا نأمل ان لا تسير محطاتنا التلفزيونية في اطار هذا الركب الجارف والاقتباس الاعمى على طريق المحطة الفرنسية.