الرقابة والقراء والكاريكاتير في بلاط صاحبة الجلالة

TT

تعقيبا على الكاريكاتير الذي نشر في صحيفة «الشرق الأوسط» في العدد 8217 يوم الاثنين الموافق 2001/5/28 في صفحة الرأي بعنوان العالم العربي بريشة الفنان محمود كحيل نقول ان الكاريكاتير يلعب دورا جوهريا مؤثرا في التعليق على مختلف الاحداث السياسية والاقتصادية والفنية والفكرية والاجتماعية وذلك على المستويات المحلية والاقليمية والدولية لا سيما ان العالم قد أصبح قرية كونية بدون نوافذ وأبواب بالمعنى السيسيولوجي وليس الجغرافي على حد تعبير المرشال مكماهون خبير الاتصال الكندي ولا يزدهر الكاريكاتير ويؤدي وظائفه الارشادية والتوجيهيه والنقدية ومحاربة كافة السلبيات في كافة الصعد إلا في ظل الديمقراطية واحترام الرأي الآخر وإيمان كافة مؤسسات المجتمع المدنية والحكومية بضرورة تقبل النقد الموضوعي الذي يهدف الى تحقيق المصلحة العامة ومحاربة كافة أنواع الفساد والمحسوبية ونشر وتجذير ثقافة النقد العقلاني وتوجيه الرأي العام المستنير الذي يقود ولا ينقاد.

بالاضافة للرقابة السابقة واللاحقة التي تمارسها السلطات ضد الصحف والمجلات فإن بعض الصحافيين يستخدمون الرقابة الذاتية أسوأ استغلال ويساهمون في محاربة حرية الصحافة ومحاربة الذين لا يشاطرونهم ايديولوجياتهم ويؤمنون بفلسفة الاستئصالية ولا يرحبون بتعليقات القراء.

ومن هذه الزاوية فإن التعليقات والخطابات والمكالمات التليفونية والفاكسات والبريد الالكتروني التي ترد من القراء لوسائط الاتصال تلعب دورا مهما في تمكين هذه الوسائط من معرفة رغبات وآراء قرائها ومستمعيها ومشاهديها ولكن معظم وسائل الاعلام في العالم العربي لا تهتم برسائل وتعليقات القراء. صفوة القول ان أزمة النقد وحرية الصحافة ليست في الانظمة والحكومات فقط كما يعتقد البعض بل انها طالت بعض الصحافيين الذين لا يؤمنون بحرية الصحافة والنقد في كافة صوره وفي مثل هذه الاجواء لا يمكن ان يتطور فن الكاريكاتير ويؤدي وظائفه النقدية والتوجيهية والارشادية.

ومن أبرز رسامي الكاريكاتير في العالم العربي الراحل صلاح جاهين وعبد السميع ورخا في مصر، وكاروري وعز الدين في السودان ومحمود كحيل في لبنان وهم يعتبرون اساتذة في فن الكاريكاتير ولهم خلفيات ثقافية عميقة.