آلية إعلامية عربية لمواجهة التضليل الإسرائيلي.. ايجادها ضروري

TT

على صفحتها الثانية (شؤون عربية) وفي عددها 8215 وتاريخ 26/5/2001، طالعتنا صحيفة «الشرق الأوسط» بخبر من القاهرة عنوانه «خبراء إعلام عرب يطالبون باستخدام مصطلحات اعلامية محددة تتعلق بالقضية الفلسطينية»، واسمحوا لي ان اقتبس من هذا الخبر ما يلي:

«تحديد مفردات الخطاب الاعلامي العربي الموجه الى الرأي العام العالمي.. اعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية» كقضية مركزية للعرب «الالتزام ببث برامج ومواد باستخدام مصطلحات سبق لمجلس وزراء الاعلام العرب ان حددها... ابراز تنامي التفهم الدولي للحق المشروع للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي.. التركيز على مفردات محددة في الخطاب الاعلامي مثل: «الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة لاتفاقيات الاسلحة المحرمة دوليا وتدمير البيئة وحق العودة وحق تقرير المصير وجرائم الحرب الاسرائيلية ضد الانسانية والحماية الدولية».

ربما تكون هذه الدعوة متأخرة الى حد ما، ولكنها مهمة واساسية ولها دورها الفعال والبناء، وبحاجة لآليات عملية ومدروسة ومتخصصة لتنفيذها.

في حقيقة الأمر، اسعدني هذا الخبر حيث سبق لي ان كتبت في هذا الموضوع داعيا الى قيام الاعلام العربي بدوره في مواجهة الاعلام الاسرائيلي حيث تكرمت صحيفة «الشرق الأوسط» مشكورة بنشره في العدد 8184 وتاريخ 25/4/2001 في صفحة الرأي.

ولكن الذي يزيد من سروري وسرور كل مواطن عربي هو ايجاد الآليات القادرة على تنفيذ ذلك، وتقديم المزيد من البرامج والمواد للرأي العام العالمي، وخاصة في ما يتعلق بكشف سياسات التضليل الاعلامي الاسرائيلي القائمة على طمس وتزوير وتحريف الحقائق بأساليب مدروسة وخبيثة، وهذا يذكرني بمقولة لحاخام يهودي يدعى (ريشورن) اقتبس منها ما يلي: «اذا كان الذهب هو القوة الأولى، فإن الصحافة هي القوة الثانية، ولكن الثانية لا تعمل من غير الأولى، فعلينا بواسطة الذهب ان نستولي على الصحافة...».

فهل هناك من آلية اعلامية عربية جادة لمواجهة ذلك...؟