لقد طالعتنا الاخبار بان جورج تينيت مدير وكالة المخابرات الاميركية (سي آي ايه)، يواصل جهوده لتثبيت وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين وذلك بتقديمه وثيقة تحوي مجمل الاقتراحات التي تجب مراعاتها من قبل الفلسطينيين والاسرائيليين وهي كما يلي:
على الفلسطينيين اعتقال ناشطي حركة الجهاد الاسلامي وحماس ومصادرة مدافع الهاون الموجودة مع المجاهدين الفلسطينيين ووقف التحريض على العنف والهجمات على المستوطنات اليهودية. وبالنسبة للاسرائيليين عليهم وقف الهجمات على مناطق الحكم الذاتي وانسحاب اسرائيل الى الخطوط التي كانت عليها قبل الانتفاضة. اضافة الى ذلك فان الوسيط الاميركي يقترح وقفا غير مشروط لاطلاق النار فترة هدوء تمتد لستة اسابيع. ونحن نقول ان هذه المقترحات هي من اعداد الاسرائيليين وقدمت باسم الوسيط الاميركي على انها مقترحات اميركية.
كيف يجوز للولايات المتحدة ان تتقدم بهذه المقترحات المهينة لشعب مجاهد يطالب بحقوقه المشروعة والممتهنة منذ خمسين عاما؟ ان خطة العدو الصهيوني تتمحور في ايقاف الانتفاضة والانتظار لمدة ستة اسابيع لعل جذوة وحماس المجاهدين يقفان خلال تلك الفترة. وكيف يجرؤ الوسيط الاميركي على ان يقدم اقتراحا باعتقال الناشطين من حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» ومصادرة مدافع الهاون؟
ان هذه الاقتراحات هي قضاء تام على الانتفاضة، وهي مهينة للفلسطينيين ومهينة لجميع الشعوب العربية والاسلامية. ان انحياز اميركا الى اسرائيل امر معروف ولا يحتاج الى تدليل على ذلك. واذا كانت اميركا صادقة في مسعاها لحل القضية الفلسطينية فلماذا تنفرد هي وحدها بالوساطة بين الفلسطينيين واليهود؟ ولماذا لم تشرك الاوروبيين وروسيا والصين وفرنسا باعتبار ان هذه الدول هي التي رعت عملية السلام والتي وقعت في مدريد وفي اوسلو على معاهدة السلام.
ان الفلسطينيين سوف لن تنطلي عليهم هذه الخدع والمؤامرات، ويجب على القيادة الفلسطينية ان ترجع الى الشعب الفلسطيني قبل الاقدام على اي اقتراح بحل القضية، والانتفاضة يجب ان تستمر، ومدافع الهاون يجب ان تبقى في ايدي الفلسطينيين، ولتبق طائرات «اف 16» والمتفجرات في ايدي الصهاينة الذين تزودهم بها الولايات المتحدة، ولتبق قائمة انتظار الاستشهاديين من ابناء فلسطين. وسوف لن يهدأ بال اسرائيل حتى اعادة الحقوق المغتصبة لاهلها الشرعيين، فهل تفهم اسرائيل ذلك ومن ورائها الولايات المتحدة؟