تبريرات غير مقنعة

* تعقيبا على مقال تشارلس كروثامر «هزائم متعددة لفكرة الديمقراطية»، المنشور بتاريخ 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، اقول إن الكاتب حاول تبرير نكث الإدارة الأميركية لوعودها بنشر الديمقراطية في المشرق، مكتفياً بإلقاء اللوم على الوعي الثقافي الشرقي بالديمقراطية. والعجيب أن يتجاوز الكاتب وعي قرائه بالإنجليزية، ويمرر عبارة مفهومة في الخطابات ذات المحتوى الدلالي، وليس اللفظي البسيط. هذا التمرير، ليس فقط لكي يتهم الراحلة بي نظير بوتو بأنها داعية ثأر لا داعية ديمقراطية، بل ليمرر أيضاً دعاوى قديمة بأن الثقافة الإسلامية المشرقية ثقافة حقد وضغائن. لكن الغربيين الملمين بأبجديات الثقافات الشرقية، ولا أزعم أن كروثامر أحدهم، يدركون أن الشرقي حين يقول مثلاً: إن خير أنواع العقوبة الغفران، فهو لا يقصد المعاقبة بقدر ما يقصد إحالة العقاب إلى طاقة إيجابية لتدعيم الذات حين يقوم بعملية الصفح. وبوتو، في كثير من مقالاتها، كانت تؤكد أن أفضل الطرق لتجاوز الجراحات الشخصية تتمثل في تحويل الرغبة في الانتقام إلى طاقة إيجابية تفضل التضحية بالذات من أجل الجميع. محمد الثعلي ـ الولايات المتحدة [email protected]