وحدة السودان بين الصراحة والنفاق.. وهل من مانديلا سوداني؟

TT

تعقيبا على ما نشر في صحيفة «الشرق الأوسط» في العدد 8251 يوم الاحد الموافق 1/7/2001 بعنوان (المعارضة السودانية سلمت مصر وليبيا موافقتها على مقترحات السلام) اقول ان المبادرة المصرية ـ الليبية كانت وما زالت هي الاساس للمحافظة على وحدة السودان وتحقيق الاستقرار الدائم في ربوع السودان ولكن بكل اسف وحزن الاقتراحات والملاحظات التي اعتبرها مسؤول الاعلام والمتحدث الرسمي باسم التجمع المعارض السوداني حاتم السر ايجابية وتمثل اضافة وتدعو للاشارة بوضوح لموضونق قبل فوات الاوان وانت القائد الفعلي للمعارضة استفد من تجربة الزعيم الافريقي الكبير نيلسون مانديلا الذي مكث في سجن الاقلية البيضاء 27 عاما وخرج منه مرفوع الرأس في كبرياء نادر وغير مسبوق ونسي معاناته الشخصية وسياسة المعازل البشرية والتفرقة العنصرية لانه ادرك بوطنيته وحبه لشعبه ان الاقلية البيضاء بالرغم من سياساتها غير الاخلاقية والمنافية لكافة القيم الانسانية ساهمت في جعل جنوب افريقيا دولة متقدمة ومتطورة في كافة الميادين وهي الدولة الوحيدة التي يمكن ان نصفها بأنها الدولة الوحيدة المتقدمة في القارة الافريقية وترك الحكم وهو في قمة شعبيته محليا واقليميا ودوليا واقول للدكتور قرنق لو كان الجنوب يتكون من قبيلة واحدة فقط لقلنا مرحبا للانفصال ولكن وانت تعرف ان جنوب البلاد به قبائل عديدة ليست بينها لغة مشتركة والقبائل التي اكتشف في ارضها البترول سوف تطالب باستقلالها عن المناطق الجنوبية التي ليس بها النفط وفي داخل قبيلة الدينكا التي تنتمي اليها سوف لا ترضى النخب الدينكاوية ان تكون رئيسا بل الكثيرون منهم سوف ينافسونك وعليك ان تقرأ تجربة مجيب الرحمن في باكستان الشرقية لذا ندعو ان تعمل من اجل وحدة السودان وتترك بصماتك في صفحات التاريخ باعتبارك موحد السودان وليس ممزق السودان. عزيزنا قرنق الدول لا تقوم على اساس لون البشرة ولو كان الامر كذلك لعاشت قبيلتا الهوتو والتوتسي في رواندا في سلام لا سيما ان لون بشرة هاتين القبيلتين سوداء بل كانت من نتائج الحرب الاهلية المؤسفة ان القيت نصف مليون جثة في النهر حزنت تماسيح البحر واسماكه على تلك الجثث.