معركة الأزل بين اللهجة الفصحى واللهجات العامية

TT

منذ بدأ الكون واللغة تحتل فيه موقعا اساسيا، فتطورت من مجرد صرخات فجمل عشوائية، الى حروف وكلمات من امات فلغات مختلفة. تكونت هذه اللغات واللهجات بشكل انسيابي بسيط، لم تؤثر عليه معتقدات او ما شابه ما عدا اللغة العربية، حيث تعلق اوج نهضتها بنزول القرآن الكريم، وخاصة لهجة قريش او ما تسمى باللهجة الفصحى، حيث كان ارباب العرب (قريش) يتحدثون بها، فكانت اللغة الادبية التي يتحدث بها الكبار منذ ذلك الوقت، وما زالت وهذه منزلتها حقا، فالبعض يكتب الشعر عاميا متظاهرا بفقر الفصحى، انما هو فقر قاموسه اللغوي الفصيح. والبعض يدعو الى تجاهلها نهائيا بحجة عدم التوافق مع متطلبات العصر. بل ان ما يدعون اليه ناتج من عدم توافقهم انفسهم مع ذواتهم وعقائدهم، أي عدم ثقتهم بأنفسهم وثقافتهم فإذا تركنا هذه الفصحى كيف سنتحدث مع غيرنا من العرب، بالطبع سنستقدم لغات اجنبية اخرى.

هذه هي طبيعة العرب: ان ينبذوا ما عندهم ويأخذوا ما عند الغير. نحن لدينا عاداتنا ولغتنا وديننا، تماما مثلما يملك الاخرون عادات ولغات وربما دينا، نحن نتميز بالثبات. فلماذا ندع مجالا لمثل هذه الصراعات الثانوية التي لا تؤثر علينا وعلى لغتنا الا بأثر الضعف. فإذا كان هناك خلاف ما بين اللهجتين: الفصحى والعامية فاعتقد انه مجرد صراع على الورق، لأن الواقع يحسم الامر فالمثقفون يستخدمون الفصحى في مؤلفاتهم والجرائد تستخدم الوسيطة والناس يستخدمون العامية باشكالها المختلفة، إلا ان كانت هناك محادثات بين اقاليم عربية او حتى غير عربية. فإذا كانت كل فئة تستخدم ما يناسبها، اين اصوات المعارك اذن؟