محاكمات أخلاقية

TT

> تعقيبا على مقال بثينة شعبان «أضواء على إشكالية القرن الحادي والعشرين»، المنشور بتاريخ 21 يوليو (تموز) الحالي، اقول إن الفرق واضح وجلي بين منظومة القيم والأخلاق من جهة وتدابير السياسة من جهة أخرى. الأولى معنوية بينما الثانية عملية واقعية وتخضع للشد والضغط ولنفوذ القوى. ما هو معنوي يبقى مسألة شخصية، أما ما هو سياسي فيحتاج الى ركض خلف المصالح والمحافظة على الأوضاع والعمل على تقويتها. وهذا يبين التناقض القائم بين الأخلاقيات والسياسة. وحدها السياسة يمكن محاكمتها، أما كل ما يتعلق بالأخلاق والقيم فيدخل في اطار النوايا التي لا يمكن اخضاعها للمحاكمة. ولذلك فان المذكرات التي تتم كتابتها بعد أداء الواجب السياسي، تشكل انعكاسا لأزمة الضمير، ومحاولة لتبرير الأفعال السابقة في اطار سياسي بهدف تبرئة الذمة كنوع من التوبة المتأخرة. صالح بوعصبي ـ المغرب [email protected]