مجلس التعاون الخليجي في عيون مواطنيه

TT

في الأشهر الماضية كان مجلس التعاون الخليجي هو محور الحديث للعديد من الاقتصاديين والسياسيين عبر وسائل الإعلام وذلك لمرور عشرين سنة منذ إنشاء المجلس! وقد كان هناك المؤيدون والمعارضون لما اتخذه المجلس من قرارات، فالذين يعارضون القرارات يرون بأنها متواضعة رغم إمكانية اتخاذ قرارات أقوى واشمل في ظل ظروف الدول الأعضاء، بينما البعض يرون بأن المجلس يسير على خطى جيدة ومدروسة من خلال قراراته المنفذة والتي في طور التنفيذ مثل التعرفة الجمركية الموحدة أو تطوير قوة الدفاع المشترك.

وبما إن هؤلاء يقيمون الأمور من وجهة نظرهم الشخصية نتيجة تخصصهم في السياسة أو الاقتصاد، أحببت أن ادلو بدلوي في الموضوع كمواطن خليجي، غير متخصص في الاقتصاد أو السياسة، وإن صحت التسمية فأنا كالملايين من المواطنين الخليجيين العاديين.

وبما إنني كذلك فأنني لم أر أي قرار اتخذه المجلس يمس حياة المواطن اليومية بالمقارنة مع المواطن الأوروبي الذي يعيش الوحدة الأوروبية ويستمتع ويفتخر بها.

وعندما ننظر إلى وضع الوحدة الأوروبية التي تتكون من اثنتي عشرة دولة وسكانها يدينون بالعديد من الديانات ويتكلمون لهجات مختلفة وأوضاعها الاقتصادية غير متساوية وتاريخها مليء بالحروب والنزاعات، نجد أنها أفضل من مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول خليجية عربية ومسلمة لها تاريخ واحد ومصير واحد ووضع اقتصادي متساو تقريباً، وأنظمة الحكم فيها متشابهة.

ومع ذلك نجد المواطن الأوروبي يتنقل بين دول الوحدة الأوروبية بدون جواز سفر وبدون المرور على نقاط الجمارك، وبدون أن يحمل العملات النقدية المختلفة. وقريباً ستكون هناك العملة الأوروبية الموحدة التي ستتيح لهم التعامل بها في كل دول العالم.

بينما نجد المواطن الخليجي ينتظر ساعات في مراكز الجوازات ونقاط الجمارك. للعبور إلى الدولة الخليجية الأخرى ثم ينطلق بعدها ليقف في صفوف محلات الصرافة لتحويل العملة التي بحوزته إلى العملة المحلية.