مستشارون سيئون

TT

* تعقيبا على مقال ماثيو ألكسندر «ما زلت أتعذب مما رأيته بالعراق»، المنشور بتاريخ 17 ديسمبر (كانون الاول) الحالي، اقول إنه لا يمكن لبلد ان يخوض حربا بدون ان تتوفر لديه معلومات عمن يحارب وعن طبيعة المكونات والعادات الاجتماعية لذلك البلد، أو لا يتأكد من المعلومات المغلوطة التي قد تتوفر له من بعض المستشارين، كما حدث في العراق، حيث كانت غالبية من صنفهم هؤلاء ضمن خانة «القاعدة»، هم من الجيش العراقي السابق، الذي جرى حله في أول خطأ استراتيجي ترتكبه الحكومة الأميركية، عبر ممثلها بريمر. وقد وجد هؤلاء أنفسهم ـ بعد تصنيفهم ذلك ـ بين سندان الحكومة الطائفية ومطرقة الاحتلال. وزادهم من الأمر، تلاعب «القاعدة» بهم وفرض قوانينها عليهم وعلى المجتمع العراقي. حتى أن شيوخهم عرضوا على الأميركيين والحكومة العراقية، مطاردة اعضاء «القاعدة» في مناطقهم وتطهيرها، مقابل تعهد بعدم الملاحقة والسماح بحمل الأسلحة للدفاع عن النفس. وبعد أشهر قليلة، أعلنت المنطقة الغربية، أكثر مناطق العراق تأثرا بـ«القاعدة»، شفاءها من هذا السرطان. وقد ظل أبناء الصحوة مخلصين لتعهداتهم حتى اليوم، ويخططون لدخول العملية السياسية بعيدا عن الاقتتال والعنف.

عامر عمار ـ الولايات المتحدة [email protected]