الصحافة الأميركية أهم مصادر المعلومات عن الإسلام لدى الغربيين

TT

تعليقا وتعقيبا على ما كتبه الدكتور حمدي آدم من دبلن في رده على آشتي عمر من السويد في جريدة «الشرق الأوسط» العدد 8277 بتاريخ 27 يوليو (تموز) الحالي ارجو نشر هذا التعليق.

من المعروف انه منذ نشوب الحروب الصليبية والفتوحات الاسلامية كانت المكائد والاحقاد تنمو وتتغلغل وتضيق صدر اعداء الله ضد الاسلام والمسلمين يروجون للباطل ويلبسونه ثوب الحق. ولم يكن هدفهم نهب ثروات وخيرات الشعوب فقط انما كان تخطيطهم اكبر من ذلك وهدفهم اعمق. كانوا اكثر خبثا ودهاء ومكرا فلقد جاؤوا ومعهم مبادئ يروجون لها ويسعون لغرسها بواسطة اولئك المجموعات المستغربة والداعية الى ثقافة الغرب وفكرة ومسح هوية الاسلام وتشويه صورته وعكس صورة مغايرة له وزرعوا ونصبوا من يقوم بهذه المهمة. ومما يؤسف له انهم من بني جلدتنا ويسمون بأسمائنا ومحسوبون على الدين الاسلامي الفاضل ولكن ان دل ذلك على شيء فانما يدل على ان الامة الاسلامية قوية مهيبة ما تمسكت بكتاب الله وسنة نبيه.

وكان على الدكتور آدم قبل توجيه هجومه على الاصوليين والجماعات الاسلامية، مع تحفظي على البعض منها، البحث اولا والتحري عن مصدر المعلومات التي تمد الغرب بالمعلومات عن الاسلام والمسلمين والجماعات الاسلامية. وان لا نكون كالببغاوات نردد من غير دراسة وأن لا نكون بوقاً لهم نردد افكارهم واقاويلهم. من المعلوم ان المصدر الرئيس الذي يستمد منه الغرب معلوماته هي الصحافة الاميركية واليك بعض ما كتبت هذه الصحافة ونحن نعرف من هم على رأس الصحافة الاميركية وما هي اهدافهم. فمثلا صحيفة وول ستريت جورنال كتبت سلسلة حلقات بعنوان «الاسلام يتحرك» وجريدة شيكاغو تربيون كتبت كذلك حلقات بعنوان «الاسلام رياح التغيير» ويا ليت كاتب المقال رجع الى هذه الكتابات ليتعرف عن نواياهم. والمصدر الثاني للمعلومات هو مراكز الدراسات الاستراتيجية مثل دراسات ريتشارد هرير دكمغيان الذي كتب كتابا عن الاصولية في الاسلام.

ان الخوف الشديد من المد الاسلامي والصحوة الاسلامية العارمة هو ما دفعهم للخوف وتصوير الاسلام بالخطر الاول للمصالح الاميركية وهذه افكار بنيت على غير اساس ومنطق لشن هذه الحرب الضروس ضد الاسلام. وفي الحقيقة ان الاسلام لا يهدد المصالح الامريكية كما يصورونها هم، انما يهدد الباطل والظلم والاستبداد وهذا هو ديدنهم لذلك يخافون منه، لان ما بني على باطل فهو باطل. اما نحن فلو كنا نتمسك باسلامنا وديننا لما صرنا الى ما صرنا اليه.

ويجب علنيا نحن المسلمون ان نسمو فوق خلافاتنا في الرأي والاجتهاد ونشكر الله ونحمده على ما اتفقنا عليه ونعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه حتى لا نؤخذ على حين غرة. اما آمالنا وتطلعاتنا فان الغرب ليس وصي عليها وهو ليس مؤتمن عليها فليتركونا وحالنا ولهم منا الف شكر.