من نيتشه إلى حماس

TT

* تعقيبا على مقال غسان الإمام «إيران تحاور أوباما بيهود كلينتون»، المنشور بتاريخ 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول إن الكاتب أشار إلى مسألة في غاية الأهمية، تتعلق باستغلال إيران لعواطف الحزن والإحباط للمزايدة على القضية الفلسطينية. وهي ليست المرة الأولى في هذا المجال. ففي بدايتها، اعتبرت القضية الفلسطينية قضية قومية – عربية. وقاد ذلك إلى رفض قرار التقسيم عام 1947. وبعد خسارة حرب 1967 أمام إسرائيل، اعتبر المثقفون العرب وطلائع الحركة الوطنية القضية الفلسطينية، جزءا من حركة التحرر العالمي من السيطرة الامبريالية. وأدى ذلك إلى استعداء الكثير من الدول، خصوصا بعد ممارسة بعض أجنحة الحركة الوطنية الفلسطينية لخطف الطائرات. اليوم تعتبر حماس القضية الفلسطينية، جزءا من معاناة المسلمين في العالم، وتخص جميع الدول الإسلامية، التي أصبح لها، بالمحصلة، الحق في التدخل والتصدي لأي حل لا يروق لها أو لا يتماشى مع سياستها. هذا الدور التقطته إيران اليوم، وتم توريط حماس وكيل الاتهامات للنظام العربي والسلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس. يحق في هؤلاء قول نيتشه إن «أخبث طريقة لتفنيد عدالة قضية، هي الدفاع عنها قصدا بحجج باطلة».

أحمد عبد الرزاق (رسالة بالفاكس)