في معنى الهزيمة

TT

> تعقيباً على مقال غسان الإمام «إخفاق المشروع (الجهادي)» المنشور بتاريخ 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول إن بعض من يصفون صمود حماس بأنه نصر مبين، ويدللون عليه بالقول إن ثلاثة جيوش عربية لم تتمكن من تحقيق ما حققته حماس بصمودها 22 يوماً، وهزمت في ستة أيام، مخطئون، والفارق كبير هنا. فحماس لا تكترث بعدد القتلى من المدنيين، ولم تسع أصلا لتوفير أبسط مقومات الصمود التي يحتاجها أي شعب يخوض حرباً، من مستشفيات وملاجئ وغيرها. لهذا كانت مستعدة للتضحية بالشعب كله، وكابرت في التغطية على خسائرها، كي تحتفظ بمظهر الصامدة، وتبعد عنها شبح الهزيمة. وهذا ما لا تستطيع أن تقوم به جيوش حكومات مسؤولة، تعي أنها ملزمة بتوفير أقل مقومات الصمود لشعبها حين تقرر خوض حرب ما. لقد ألقت حماس بعبء المسؤولية كله على ظهر الحكومات العربية، وتبرأت من أي تبعات يمكن أن تتحملها أي حكومة تحترم الشعب الذي تحكمه، وساعدتها في موقفها ذاك، بعض القنوات الفضائية. بهذه الطريقة لا تجد حماس ما تخسره، فلا أرض عندها تطمع إسرائيل في احتلالها، ولا شعب تخشى أن تتحمل وزر مأساته. وبهذا فهي لا تتحمل مسؤولية خسارة أية أرض، أو تدمير جيش. والمفارقة كبيرة بين معنى الهزيمة عند الجيوش النظامية المسؤولة، ومعناها عند الجماعات المسلحة غير المسؤولة. أحمد الأحمد - الإمارات [email protected]