> تعقيبا على مقال عادل درويش «المتهم اعترف يافندم»، المنشور بتاريخ 21 فبراير (شباط) الحالي، أقول قد يكون الكاتب قد بالغ قليلا عندما شبه الإجراءات الاحترازية، التي اتخذتها بريطانيا، مع النازية، وبطريقة لا تخلو من عاطفية. من السهل على المواطن العادي، انتقاد أو معارضة أي إجراء حكومي في بلده، وكذلك الأمر بالنسبة للصحافي، الذي يجد في تلك الإجراءات، ما يفتح القريحة على الكتابة، لأن لا المواطن ولا الصحافي مكلف بحماية أمن البلد، بينما واقع الحكومة مختلف تماما، حيث تتجه إليها الأنظار في هذا المجال، ويضعها مواطنوها في خانة المحاسبة، وهي تدفع عادة ثمن كل تقصير. ثم ألم يقر الكاتب بأن الأغلبية البرلمانية، هي التي أقرت القوانين موضع النقاش من جانبه؟ وهي أغلبية لم يكن مصدرها انقلابا عسكريا بالتأكيد، بل هي رأي نخبة من أفضل المواطنين البريطانيين. وإذا كان لدى الكاتب حل عملي لمواجهة مشكلة الإرهاب في بلاده، لا يعتمد على إجراءات احترازية تقيد الحرية لبعض الوقت، أتمنى أن يطرحه. أنا اعتقد أن موجة الإرهاب التي ضربت بعض بلدان الغرب ومنه بريطانيا، وتكاثر الإرهابيين فيها، كانت بعض القوانين والتشريعات الديمقراطية سببها. وقد جرى استغلالها تماما.
مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]