الرئاسة وتعدد الخيارات

TT

> تعقيبا على مقال غسان الإمام «المؤسسة الرئاسية بين الاعتقال واحتكار السلطة»، المنشور بتاريخ 10 مارس (آذار) الحالي، أقول، إن الثقافة العربية السائدة منذ عقود، هي التي أنتجت هذا الأسلوب المعمول به حاليا، والمتعلق بالرئاسات. فالرئيس هو نتاج هذه الثقافة، التي أنتجت بدورها عقما عربيا وإسلاميا، وكيانا لا ينتج تطورا محليا أو عالميا. وبالتالي لم يعد الرئيس هو المسؤول المباشر عن مهامه، بل هو الحزب الحاكم الذي يقود دواليب الدولة. فإذا لم يكن الرئيس مؤمنا بالديمقراطية، توجب على الحزب الذي أتى به أن يكون مؤمنا بها، وبأهمية وضرورة التنوع في الحكم، ويعمل تاليا على تقديم أكثر من مرشح للرئاسة، ويمنح آخرين في الحزب فرصة أن يكونوا قريبين من موقع الرئاسة، لأن ذلك سيعمم قناعة جديدة بأن التنافس سيكون على شخصيات عدة. وقد يريح ذلك المواطنين ويؤسس لرؤية جديدة في مسألة تنصيب رئيس دولة. وإذا نظرنا إلى التجربة الأميركية، رأينا أكثر من مرشح للحزب الواحد للرئاسة، وحين ينتهي الأمر باختيار مرشح الحزب، فإنه يواجه مرشح الحزب الآخر. يعود الفضل في ذلك، إلى وجود حزبين فاعلين يقودان البلاد من موقعي السلطة والمعارضة.

سامي بلحاج - تونس [email protected]