تراجع دولي سوداني متبادل

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «اقتراحات متأخرة»، المنشور بتاريخ 22 مارس (آذار) الحالي، أقول إن التبرير المعلن لقرار طرد منظمات الإغاثة الدولية من السودان، هو أنها تتجاوز حدود مهامها إلى ممارسات تمس بالأمن الوطني وبالسيادة السودانية. غير أن توقيت صدور هذا القرار بعد مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية مباشرة، يدل على مؤشرات أخرى، أبرزها أنه جاء كرد فعل عاجل على قرار المحكمة، ثم قصد من الرد أن يكون محرجا لمن أيد قرار المحكمة من الدول التي تتبع لها تلك المنظمات، على اعتبار أن تداعيات مذكرة توقيف البشير كانت سلبية على الوضع الإنساني وعلى مسيرة السلام في دارفور، وهو عكس ما رمت إليه المحكمة. وبالرغم من تأكيدات المسؤولين السودانيين، على عدم التراجع عن طرد تلك المنظمات، فإن واقع الحال يقول بغير ذلك. وأتوقع أن يتم التراجع عن هذا الموقف للتماشي مع الاتجاه الساعي إلى احتواء أزمة المذكرة. ويسود اعتقاد بأن مدة العام التي حددها الرئيس البشير للتخلص من بقية المنظمات الأجنبية وإحلال أخرى سودانية مكانها، ليست سوى مساحة للمناورة في معركة تستخدم فيها الضغوط المتبادلة كأسلحة رئيسية. محمد عبد الله برقاوي ـ الإمارات [email protected]