صمت يكشف الأسرار

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «ما حقيقة الغارة الإسرائيلية على السودان؟»، المنشور بتاريخ 2 أبريل (نيسان) الحالي، أقول إن التكتم على وقوع الغارة الصامتة طيلة أسابيع يقدم الدليل على أن العملية إسرائيلية التوقيت والتدبير والتنفيذ. وكلها شواهد على تثبيت هدفها في إحراج جميع الأطراف، وبالذات الجارين مصر والسودان. ولو كان لدى السودان أي دليل مهما كان ضعيفا على تورط الأميركيين في العملية، أو سببا ما لتحميلهم مسؤولية الغارة الصامتة في الصحراء السودانية، لنحرت من أجل ذلك الذبائح في الصحراء. للتذكير أقول إن عيدي أمين، الرئيس الأوغندي السابق، كتب بعد أن حررت إسرائيل الرهائن الذين اختطفتهم مجموعة فلسطينية في مطار عنتيبي، معتذرا لوزير الدفاع الإسرائيلي وشاكيا في الوقت نفسه قائلا: أعلم اليوم أن عملية تحرير الرهائن عملية عظيمة، ولكنكم أحرجتموني جدا أمام الناس. وبناء عليه، قد يكون النشاط الجوي للمشير البشير وتنقلاته في الأجواء السودانية والمصرية وغيرهما، هي ردة فعل عسكرية، من عسكري رغب في دراسة ميدانية لما حدث. في المقابل، لا أستبعد أن يتواصل تلقي شعوب المنطقة للضربات والدروس من كل الجهات، طالما بقي بعض حكامها مؤمنين بإستراتيجية الصمت.

مهدي عباس هامبورك ـ ألمانيا [email protected]