نصف قرن من التخريب

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «انتهى الدرس يا..»، المنشور بتاريخ 9 أبريل (نيسان) الحالي، أقول إن الكاتب بحديثه عن البعث، ذكرنا بالأوهام التي عشناها حين كان البعث بعثا واحدا، ثم انقلب إلى بعثين يحمل كل منهما أشد العداوة والبغضاء للآخر، لدرجة أن تآمر رئيس بعث العراق على رئيس بعث سورية. وقد افترق البعثان وولدا بعوثا كثيرة انتشرت في المنطقة، من خلال انتشار رجال البعث الذين أخذوا معهم ثروات جمعوها من خلال امتصاص دماء مواطنيهم. لم تجن الأمة العربية ولا الإسلامية من هذا البعث منذ نشأته وانتشاره سوى البلاء، فمنذ أكثر من نصف قرن والبعث يحمل معاول هدم لأي أمل راود المخلصين من أبناء هذه الأمة. بعد كل هذا، أستغرب تصريحات الدوري، المنظر القديم الجديد للبعث، المختفي في سراديب الوهم، وخطته التي يعتقد أنه من خلالها يستطيع إنقاذ نفسه وفلول رفاقه، الذين لم يعد لديهم سوى أفكار انتهت صلاحيتها. عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، وكان الأولى بالدوري الهارب، أن يقر علانية، بخطئه الذي ارتكبه عندما كان رئيسا للوفد العراقي، الذي جمعه مع الوفد الكويتي برعاية سعودية، هذا الخطأ الذي ما زال العراقيون والعرب يعانون من وطأته. حقا، لقد انتهى الدرس فعلا.

أحمد وصفي الأشرفي [email protected]