الكتابة تحتاج إلى فضاء حر

TT

> تعقيبا على مقال هاشم صالح «هل يفكر العرب يا تُرى؟»، المنشور بتاريخ 19 مايو (أيار) الحالي، أقول: إنه لا يمكن الجزم بأن العرب لا يفكرون، بل يمكن القول إن التراكمات السياسية والفكرية التي حدثت خلال الفترات الماضية، أدخلت العرب والمسلمين في دوامة جديدة اسمها «متطلبات الحياة»، وهذا في حد ذاته منهج سياسي خُطّط له من قِبل الممسكين بخيوط اللعبة، ذلك أن السيطرة السياسية المُحكَمة على مراكز البحث وعلى الدارسين وعلى الباحثين، وإدراجهم جميعا في تيار البحث عن المجد وعن المادة، أبعد القادرين منهم على التفكير عن التفكير وعن العمل السليم، لأنهم لم يعودوا يجدون ما يكفيهم في حياتهم اليومية. ولو فرضنا جدلا، أن الحكومات العربية والإسلامية باتت منفتحة لدرجة قبول كل الألوان الفكرية والبحوث، وأمنت معيشة المفكرين وإعالتهم، فإنني على يقين، بأن هذا سيبعث على الطمأنينة والراحة، وسنجد من الدراسات ما يثلج الصدور. لكن ذلك يتطلب أيضا إطلاق كل السبل أمام القلم ليتحدث دون مراقبة، ودون مساءلة سياسية لصاحبه، ففي مناخ كهذا تغتني بلاد العرب والإسلام بالدراسات الجادة وتتسارع عجلة التطور.

سامي بلحاج ـ تونس [email protected]