حزمة أوباما

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل انتهى الحوار الإيراني ـ الأميركي؟»، المنشور بتاريخ 20 مايو (أيار) الحالي، أقول إن مصائب قوم عند قوم فوائد فعلا. فالمشكلة الفلسطينية كانت ولا تزال استثمارا جيدا لأكثر من طرف، وسوقا رائجة لكل من استطاع توظيف تلك المأساة لتحقيق طموحاته ومخططاته، من دون تقديم حل ناجع أو معقول لمشكلة شعب كامل شاء حظه أن تكون أرضه ذات أهمية استراتيجية كبيرة. ويبدو أن الإيرانيين باتوا آخر سماسرة القضية. فهم يجيدون فن البازار أكثر من غيرهم. وقد استطاعوا جعل الموضوع الفلسطيني محورا وعربة لاختراق العالم العربي وتفتيته وتحويله إلى أقطاب ومحاور متنازعة، عسى أن يؤدي ذلك إلى جعل الطريق سالكة أمام هيمنتهم على المنطقة، وتسخير ثرواتها لتحقيق أهدافهم القومية. ويبدو أن أوباما هو خير من فهم اللعبة، وقد يعرف كيف يتعامل مع شؤون المنطقة، إذ أيقن أن المشاكل لن تحل إلا كحزمة واحدة. وها هو يقف اليوم بقوة بين خامنئي ونتنياهو، ويخاطب كلا منهما باللغة السليمة التي تتماشى مع حدود ما هو مسموح به. ويبدو من مؤشرات كثيرة، أن أوباما جاء ليلعب دورا غير مسبوق لمصلحة بلاده أولا، ولمستقبل البشرية جمعاء ثانيا. مازن الشيخ [email protected]