نحو الوحدة الإنسانية

TT

> تعقيبا على خبر «شبح وباء أنفلونزا الخنازير يخيم على اجتماعات منظمة الصحة العالمية»، المنشور بتاريخ 19 مايو (أيار) الحالي، أقول، دعونا نقرأ هذا المرض انطلاقا من قوانين التاريخ، الذي يسير بيد خفية واعية. يستخدم التاريخ الشر كفعل تقدمي لتحقيق الوعي النهائي. ويقصد بالوعي النهائي، إدراك الإنسان للانتماء الأعلى له، أي الإنسانية. الحرب كانت في مرحلة من التاريخ تقوم بفعل الشر، حين تجعل الأضداد تقتتل فيما بينها، كي ينتج، في النهاية، فعل امتصاص وإلغاء متبادل بينها، يدفع إلى مرحلة أخلاقية أعلى. اليوم، ومن حسن حظنا، باتت الحروب في طريق الانقراض. فالتاريخ يستبدل وسائله بالأمراض والأزمات العالمية. فالولايات المتحدة، التي استخدمت المكسيك من دون معايير أخلاقية طيلة عقدين ونصف، باتت اليوم، مدعوة للنظر في النظام الصحي المكسيكي، لأن نصف الإصابات بأنفلونزا الخنازير وقعت فيها. تأويل الحرب على الإرهاب لصالح تقسيم العالم إلى عالمين سقط في بغداد. وها هو أوباما يصحح المسيرة عبر مد اليد للشرق. وسوف تجعل الأزمة المالية من الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي أطرافا أكثر فاعلية.

حسام مطلق ـ مصر [email protected]