لبنان المقبل.. بلا ديمقراطية

TT

> تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «دولة الشيخ حسن نصر الله؟!»، المنشور بتاريخ 27 مايو (أيار) الحالي، أقول: للدولة في العصر الحديث نموذجان. النموذج الأول، هو المعروف بدولة المؤسسات، أي الدولة التي يحكمها نظام ديمقراطي، ويتم فيها تداول السلطة بشكل سلمي عبر صناديق الاقتراع. والنموذج الثاني، هو نموذج الدول المحكومة بأنظمة شمولية، أي بنظام الحزب الواحد، ومثاله ما كان سائدا في دول ما كان يُعرف بالمعسكر الاشتراكي، وكلنا يعرف ما انتهت إليه هذه التجربة التي لا يزال نموذجها مستمرا في عدد من دول العالم الثالث. وحين يتحدث أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله بثقة عالية عن إمكانية قيادة حزبه للبنان أو دولة أكبر من منه مائة مرة، فهو بلا شك يعني النموذج الثاني، أي نموذج الدولة الشمولية. و إذا ما حصل ونجح حزب الله في الفوز بأغلبية في الانتخابات اللبنانية المقبلة، وترجم تصوره للحكم، فسوف يترتب على ذلك نتائج كارثية، منها إلغاء بعض مظاهر الديمقراطية في نظام الحكم اللبناني، القائم على ما بات يُعرف بالديمقراطية التوافقية، وثانيها وضع لبنان في مواجهة مباشرة مع معظم دول العالم على غرار تجربة حماس. أبو عمر السوري ـ الإمارات [email protected]