التزام إسرائيل أولا

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «هل يخسر العرب أوباما؟»، المنشور بتاريخ 1 يونيو (حزيران) الحالي، أقول إن على العرب أن يستقبلوا أوباما بكل ترحيب وإجلال، فهو الرئيس بين ساسة الغرب الذي أحبه العرب والمسلمون لكونه المثل الأعلى للأميركي الحر، الذي هاجر من بلاده طلبا للحرية والعدل والنجاح. وهو رمز للكفاح ضد التمييز العنصري والديني، ويحمل آمالا كبيرة بتغيير الواقع الأميركي السيئ الذي ورثه عن رؤساء سابقين. إن الترحيب هذا لا يعني الموافقة على مقترحاته للسلام بين العرب وإسرائيل، فأوباما يرى، عن حسن نية، أن اعتراف العرب والمسلمين بإسرائيل، والتعامل المباشر معها مسبقا سيغير سياستها العدوانية، ويدفعها إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، كما سيغير من نظرة العالم إلى العرب والفلسطينيين. ويبدو أن أوباما لا يعرف أن العرب قدموا في الماضي تنازلات كثيرة، وأظهروا استعدادا صادقا للاعتراف بإسرائيل، لكن ذلك لم يزد مواقفها إلا تعنتا ورفضا للحقوق الوطنية للفلسطينيين. ولهذا، لم تقبل إسرائيل بالقرارات الدولية صراحة، وبالحل القائم على مبدأ دولتين، والاستعداد لوقف الاستيطان وسحب قواتها من الضفة الغربية.

بشير إبراهيم - المملكة المتحدة [email protected]