إنهم لا يعتذرون

TT

> لفت نظري في مقال عبد الرحمن الراشد «الحريري وقيادة السنة في لبنان»، المنشور بتاريخ 10 يونيو (حزيران) الحالي، الرغبة في أن يقدم نصر الله اعتذارا. غير أن هذا الطراز من السياسيين «الملهمين»، الذين اختبرناهم كثيرا في منطقتنا، لا يعتذرون. فهم دوما على حق، وهم منتصرون باستمرار. عام 1956، ضاعت سيناء، ورغم ذلك انتصرنا. ثم عادت إلى مصر بضغط أميركي، وضاعت مرة ثانية عام 1967 وانتصرنا أيضا. وفي المرتين، لم يعتذر أحد لأحد. أما صدام، فقد خرج من حرب الكويت منتصرا بدوره، أو هكذا قال، فلم الاعتذار إذن؟. ومع ذلك أخذنا معه من انتصاره الوهمي إلى هاوية أكثر عمقا. والطائفي العراقي لا يعتذر عن تحريضه ضد العراقيين، ولم يرف له جفن لما يحدث من قتل، أو يظهر ندما على ذلك على الأقل؟ وما دام قد رفع شعارات معادية لأميركا فليفعل ما يحلو له. فالوطني الذي يكره أميركا ليس عليه أن يعتذر أصلا. حقا إنهم لا يعتذرون.

حاكم ركان ـ الأردن [email protected]