سورية نحو الواقعية

TT

> تعقيبا على مقال صالح القلاب «نهاية تنافس المسارات وانطلاقة قريبة على الجبهة السورية»، المنشور بتاريخ 2 يوليو (تموز) الحالي، أقول: أيا كانت طبيعة الشعارات المرفوعة، فإن المصلحة هي التي تحرك بوصلة واتجاه العلاقات السياسية بين الدول. فالتحالف الإيراني السوري أوجده العداء المشترك لنظام صدام حسين. وبعد زوال خطر صدام برز أمام النظامين خطر أكبر هو التواجد العسكري الأميركي الهائل قريبا من حدود كل منهما، وكان النظامان يعتقدان أن القوات الأميركية ستهاجم بلديهما بعد أن يستتب لها الوضع في العراق، ظنا منهما بأن هناك مشروعا أميركيا لاحتلال المنطقة كلها، وإقامة أنظمة موالية تدور في فلكها. لذلك عملا على إقلاق الاحتلال الأميركي ونجحا إلى حد بعيد. الآن وصلا إلى مفترق طرق، فالنظام السوري واقعي وعلماني وقابل للتعايش مع بقية دول العالم المتحضرة، ولا إمكانية لديه لتصدير أيديولوجية ثورية ولا رغبة أيضا. وقد حقق من خلال تحالفه مع إيران ما سعى إليه، ولم يعد بحاجة ماسة إلى هذا التحالف فاتجه إلى طريق واقعي ليحل مشاكله، تاركا إيران تتخبط في مشاكلها الداخلية والخارجية.

مازن الشيخ ـ ألمانيا [email protected]