تأصيل العادات الثقافية

TT

> تعقيبا على مقال ديفيد بروكس «بحثا عن الكرامة»، المنشور بتاريخ 11 يوليو (تموز) الحالي، أقول: إن العلاقة بين الأوساط الرسمية والأوساط الشعبية علاقة جدلية. وبما أن المجتمعات، والمتطورة منها على وجه التحديد، قد خبرت كل أساليب التعايش الجماعي، واعتمدت ثقافتها على أنماط ثقافية عدة عبر العصور، فقد تأصلت فيها عادات ثقافية معينة نتيجة لنظام الحكم في حقبة معينة، وأصبح العامل الثقافي الاجتماعي هو المحرك الأساسي لكل المجتمع. وهنا تتأثر الطبقة السياسية بالسلوك الاجتماعي الذي يبرز من خلال انتشار المدارس والنوادي الثقافية والجمعيات المختصة في بعض الميادين الفكرية، وتكثر الفلسفة المنادية باحترام الإنسان. وبما أن الشعوب المتطورة جربت كل هذه الأنماط، فإن دورة الحياة لنمط ثقافي محدد تفرض على الأوساط السياسية والاجتماعية والثقافية البحث عن نمط جديد يخضع بدوره لدورة حياة محددة تطول أو تقصر حسب نجاح النظام السياسي في تحقيق الاستقرار. وهذا بدوره، يفرز أسلوبا جديدا للسلوك المتحضر يتم اعتماده لاحقا. سامي بلحاج ـ تونس [email protected]