حال عربية بامتياز

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «حرية (التعبير)!»، المنشور بتاريخ 13 يوليو (تموز) الحالي، أقول: إن هذا هو واقعنا وحقيقة مجتمعاتنا العربية والمثل والقيم التي تؤمن بها. فالأقوى عندنا هو الأفضل. والقوة هنا، لا تعني قدرة العقل وقوة المنطق، بل القدرة على فرض الرأي والموقف على الآخرين. ليس مصادفة إذن أن تتحكم في بعض الدول العربية نظم دكتاتورية، والعراق كان نموذجا بين في هذا المجال. فعند تأسيس الدولة عام 1921، قام الملك فيصل الأول ببناء دولة عصرية، وأسس برلمانا، وسمح للشعب بانتخاب نوابه. فماذا كانت النتيجة؟ انقلب العسكر على حفيده وقتلوه، وأقاموا دولة تحكم بالحديد والنار. وعندما حاول رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز إصلاح ما خربه العسكر، حوصر وطرد قبل أن يبدأ في تطبيق خططه. ثم سمح عبد الرحمن عارف بالعمل السياسي، وشاعت في زمنه حرية الرأي، فاتهموه بالضعف، وتمت إزاحته من منصبه بالقوة، لتحل محله حكومة البعث التي حكمت بالحديد والنار، واستمرت قابضة على السلطة بيد من فولاذ إلى أن تم إسقاطها.

مازن الشيخ ـ ألمانيا [email protected]