الخرائط وحدها لا تكفي

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «الجهل بالخرائط»، المنشور بتاريخ 20 أغسطس (آب) الحالي، أقول إن التنقل سيرا على الأقدام أو باستخدام الوسائل الحديثة وكذلك المشاهدة، من الطرق الكفيلة بكسر طوق التجريد. فالكتب والوثائق والخرائط غير كافية لاستكمال المعلومات المستقاة منها. والمشاهدة تثبيت للمعلومة في ذهن المتلقي. وقيل إن من يرى ليس كمن يسمع. ويعلمنا التاريخ أن ثمة حضارات نشأت وارتقت ثم انقرضت. والعالم الاجتماعي، ابن خلدون، أسهب، قبل غيره، في سرد المعلومات الضرورية عن الموضوع، وصاغ فيه نظرية لا مثيل لها. وبالوقوف على أطلال الحضارات المندثرة، وباقتفاء آثارها، تكتسي المعلومات التاريخية عنها أبعادا جديدة ومعاني مستجدة عند الدارس، أو عند العارف لغرض الفضول. وقد يكون السير على دروب العلم والمعرفة مضنيا يستنفد الطاقة الجسدية والعقلية معا؛ لكن ذلك هو الثمن الذي ينبغي دفعه، شريطة أن لا يكون دفع الثمن عن طريق القسر، بل بطيب الخاطر. بابكر جوب - السنغال [email protected]