شكري.. الشاعر الضحية

TT

> تعقيباً على مقال أنيس منصور «ممنوع دخول الشعراء..»، المنشور بتاريخ 24 أغسطس (آب) الحالي، أقول إن من علامات الحالات السيكولوجية الشاذة، حب الشيء أو كرهه ثم التظاهر بعكس ذلك. فقد يحب المرء شيئا في لاوعيه وفي داخله، لكن الدلائل الخارجية تشير إلى أنه يكرهه. ونفهم من سياق القول عند العقاد، أن شكري، بوصفه أحد فحول الشعر، يحبه في لاوعيه، لكنه في الظاهر يكرهه. وبهذا الشغف المدفون، أنتج شكري أروع القصائد بتصعيد الحالة السيكولوجية وتساميها، وتحويلها إلى آلة كبرى لإنتاجه الشعري. بهذه الكيفية نستوعب الأمنية «العقّادية» في زميله الشاعر ذي النفس المضطربة. وتعود مشكلة الانشطار الذاتي للظهور من جديد، بصورة درامية أعنف. ويروح الشاعر ضحية الانقسام النفسي، حين يتحول إلى ذات كارهة وأخرى مكروهة. وهذه الأزمة النفسية، في حدتها، أزمة خانقة قد تدفع بالمريض إلى الانتحار، أو إلى ما هو قريب منه، مثل حالات الفناء الشبيهة بالطريقة التي فارق بها عبد الرحمن شكري الحياة. بابكر جوب ـ السنغال [email protected]