الإبداع ومتاعب الأيديولوجية

TT

* تعقيباً على مقال سمير عطا الله «تأديب الماغوط»، المنشور بتاريخ 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول إن الأيديولوجية حين تغدو سيدة الموقف في الفكر وفي ممارسة طقوسه وما يتخللها من أوامر ونواهٍ، تجعل الإنسان يرى الأشياء بعين واحدة هي عينها. وهي ـ أي الأيديولوجية ـ التي تحدد له اتجاهه ومصيره. أما الأديب والمفكر والفنان، فيعيشون حالة التناقض بين الالتزام القسري بمفاهيم أيديولوجية نظرية، وبين إفراز الواقع الحياتي المعاش. إنهم ينتجون في النهاية، لونا أدبيا أو فكريا أو فنيا، متشابها باهتا. بينما متطلبات الحياة اليومية المتعددة، والحاجة إلى الإبداع البعيد عن الرتابة والجمود، تتطلب من الفنان، خاصة الأديب، أن يكون كالمنشور الزجاجي الذي يقوم بتحليل ضوء الشمس الأبيض، وفرز ألوان الطيف السبعة الزاهية، التي تسر النظر وتبهج الفؤاد.

زيدان خلف محيي اللامي ـ لوكسمبورغ [email protected]