زلزال يستمر لسنوات

TT

* تعقيباً على مقال عبد الرحمن الراشد «الحدث الإيراني.. إلى أين؟»، المنشور بتاريخ 10 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول لقد كان واضحا منذ البداية، أن هناك صراعا قويا عنيفا بين من يريدون تجيير الثورة الإيرانية لمصالحهم ومصالح الطبقة التي ينتمون إليها، مثل رفسنجاني وتجار البازار، الذين يريدون أيضا، التنصل من تبعات أي مواجهة نووية بين نظام نجاد الراديكالي والمجتمع الدولي، وبين البروليتاريا الإسلامية التي يقودها نجاد، التي لا ترى كبير فرق بين نظام الشاه البائد، وما يؤسس له رجال الإعمال «الإسلاميون» على أنقاض ثورة الخميني. وفي ظل وجود ولاية فقيه انتهازية وضعيفة، كما انعكس ذلك في أداء علي خامنئي المتواضع، وفي تردده الواضح في حسم الخلاف إلى الدرجة التي نادى فيها بعض الأطراف، في معسكر رفسنجاني، بعزل المرشد، أعلى مرجع في الجمهورية الإسلامية، مما يؤكد أن المسألة ليست اشتباكا انتخابيا، بقدر ما هي بداية زلزال عنيف مركزه طهران، وموجاته ممتدة على طول المنطقة الواقعة بين أفغانستان ولبنان. وسوف تستمر توابع هذا الزلزال لسنوات مقبلة، فتختلط فيه العوامل الداخلية بالخارجية والطموحات الوطنية الجامحة بالنوازع الشخصية والتوجهات الانتهازية التي استشرت بين مريدي الخميني الراحل. علي الحميضي [email protected]