بعد الفياغرا.. حبوب لتنشيط النخوة!

TT

لا تظن يا ولد يا شحرور أنني مندهش، لأن هذه الكلمة بكل ما تحمل من دلالات وأبعاد وخلفيات ثقافية تشبه ما أنا فيه، أشعر أنني أصبحت إشارة استفهام، أو تعجب، أو فاصلة.

لذلك وبناء عليه وعلى غيره من أمور لا أعرفها ولا أريد أن أعرفها، وبعد أن انبطحت في دائرة حيص بيص الشهيرة، فقد قرّ قراري واستقر، وانصرفت، وهي أشياء يذكرون في التاريخ أنها كانت موجودة بكثرة وانقرضت بعد انقراض الديناصورات بوقت طويل. إذ ـ والله على ما أقول شهيد ـ لم الرموش والشفاه. فلماذا لا نبحث يا شحروري المسكين عن علامة يخترع لنا حبوب النخوة هذه، مما يعيد القوة والحركة للأماكن «الرخوة»؟! عندها سنبحلق في الأشياء بشكل صحيح، بعد أن صار الواحد منا مثل الأحول الذي يريد نتف شعرة بيضاء من شاربه، فينتف كلّ شعرات الشارب.

بصراحة لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، وما عاد بالإمكان الصمت، وقد استطال في العراق وليبيا والسودان حصار وما شابه من حصار! وبماذا نفسر صمتنا وجنوب لبنان أصبح تسلية لمجرمي الحرب الإسرائيليين، فأخذوا يقصفونه وأهله ليل نهار، وكأن الأمر يحدث في بلاد واق الواق؟

يا شحرور ـ يا طيب القلب ـ نريد حبوباً للنخوة، صدقني لا يوجد حل آخر، فالنخوة أصبحت «رخوة» أكثر من اللازم، والحبوب التي أريدها ستكثر الطامعين بنا، وهذا أمر غير معقول، لأن هذه الحبوب ستجعل الأحلام حقيقة، ونحن لا نريد مثل هذه القفزات التي تكسر الرقاب.

أوصيك يا حبيبي يا شحرور أن تعطي كل واحد حبة لا أكثر، إذ تكفي هذه الحبة، حتى يشعر كل واحد أن ما يحدث يمس الجميع من المحيط إلى العصور المنقرضة، فتقوم المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات ضد ما يحدث من خيانات تقشعرّ لها الأبدان ويقف لها شعر الرأس. وسيسأل عندها، وما معنى أن يعود شارون الذي يذكرنا بمذابح صبرا وشاتيلا واجتياح لبنان ودعوته إلى ذبح العرب، في هذا الوقت تحديدا؟

قد تظن يا شحرور بسوء ظنك أنني أكره ارييل شارون لأنه يريد أن يذبح كل ما هو عربي، ويقسم أنه لن يمد يده لمصافحة أي عربي؟ لا أريد حبوب النخوة يا شحرور، لأن رأسي يدور في كل الاتجاهات ويبرم، ولا أجد في (بلاد العرب أوطاني) من تقوم قيامته ليوقف هذه المهزلة وإن كانت تحت غطاء شارون أو السلام المسلح بخلع كل أمجادنا وأيامنا.

حبة واحدة لكل مواطن تكفي، لا أريد شيئا آخر يا شحرور، فقد طفح الكيل، وما عدت استطيع البحلقة في شاشة التلفاز أكثر، وإذا لم...!