السودانيون ملوا أحزابهم

TT

> تعقيبا على خبر «سلفا كير يفتتح مؤتمر (القضايا الساخنة) باقتراح لحل دارفور.. وحزب البشير يقاطع»، المنشور بتاريخ 26 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول إنه من المؤسف أن أحزابنا لم تتعظ مما جرى في فترة الديمقراطية الثالثة من عام 1986 إلى 1989. فقد شهدت الساحة السياسية استقطاباً حاداً، وخلافات واتهامات ومكائد بين مختلف الأحزاب الحاكمة والمعارضة، شغل جميعه الأحزاب عن واجبها الأصلي، وهو إدارة حال البلاد والعباد. وقد قاد ذلك إلى إشاعة الفوضى في مختلف مناحي الحياة في السودان. وكانت النتيجة الحتمية فشل التجربة الديمقراطية وسقوطها، حيث لم تجد من يبكي عليها، لأن الناس ضاقوا ذرعاً من تصرفات الأحزاب الحاكمة والمعارضة، وأصبحوا يفضلون عليها الحكم العسكري الدكتاتوري على علاته. وكان ذلك نوعا من الاحتجاج. اليوم، وبعد مرور 20 عاماً على ذلك، عادت الأحزاب نفسها، والقيادات نفسها إلى عاداتها القديمة.

عبد الخالق محمد طه ـ الإمارات [email protected]