لنحلق الرؤوس حزناً وتضامناً مع شعب فلسطين

TT

كنت وابنائي نشاهد دريد لحام في برنامجه «على مسؤوليتي» وكان من ضمن ضيوفه الفنانة المتقدة جوليا بطرس. وكان السؤال «لنضع الرسمية العربية جانباً، ماذا نستطيع وعلى المستوى الشعبي ان نعمل لدعم الشعب الفلسطيني واشعاره اننا إلى جانبه وانه ليس وحيداً مكشوفاً أمام اسرائيل»؟

وتعددت الاجتهادات وكان جواب جوليا «المشكلة في عدم انتماء الجماهير العربية حقيقة للقضية الفلسطينية». وسمعنا حرقة غوار ورأينا دموعه التي لم تجد بها عيناه أمام الكاميرا وهو يخاطب الحضور والمشاهدين «لا بد ان هناك طريقة تمكن الشعوب العربية من التضامن مع الشعب الفلسطيني بأكثر من الشعور».

كان الإجماع بين ضيوف البرنامج على ان الشعب الفلسطيني لا يقود كفاحاً تحررياً فحسب وانما يدافع عن مستقبل وشرف الأمه العربية. وهذه ليست شعارات، لانه إذا قبل الشعب الفلسطيني بالعبودية داخل ارضه كما يقول شارون «للسكان حقوق في الارض ولكن ليس في السيادة عليها Rights In The Land But Not To The Land فإن العقد الذي يربط الوطن العربي سينفرط وسينكسر الحلم بأمة عربية.

يستطيع أي شخص يريد ان يظهر اكثر من شعوره التضامني مع الشعب الفلسطيني في كفاحه ومعاناته ان «يحلق شعر رأسه» وهذا ليس تشبهاً بأي حزب أو حركة وانما هو تنازل عن جزء جميل من الجسد البشري ـ جزء لا يورث فقده اعاقة ـ ليكون تعبيراً واضحاً وفعلاً صارخاً ورسالة يسهل فهمها محلياً واقليمياً ودولياً. وهذه الرسالة تقول «نحن غاضبون من الصمت العربي ومستاؤون من الانحياز والظلم الاميركي». فما رأيك يا أستاذ دريد لو أصبحت يوماً في عاصمة عربية وترى امامك الآلاف من حليقي الرؤوس أو تدخل الجامعة وترى طلبتها وقد تنازلوا زينتهم يوحدهم الغضب والاحتجاج. ونظرت إلى التلفاز ووجدت زعماءنا والمتحدثين باسمنا يظهرون وموقفهم أوضح من أي كلام عندها ستشعر بالغبطة وربما تقول «حتى لو قضى الشعب الفلسطيني في محنته هذه فإنه يقضي وهو راضي البال مرتاح الضمير «انه ليس وحده».