نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» يوم الاربعاء 18 يوليو 2001 خطاب القارئ مجدي عمر بالهفوف فيما يختص بالسودان، الذي نسي عاملا اساسيا ومهما عن سكان البلاد الاصليين ومنذ فجر التاريخ، اعني بهم سكان البلاد الاصليين في وادي النيل من البحر الابيض المتوسط الى كبوشيه في بلاد الجعليين. واعلم ـ ان النوبيين هم سكان البلاد الاصليون منذ فجر التاريخ والى ان ينتهي التاريخ باذن الله. فقد مرت بهم الحضارات الآشورية واليونانية والرومانية وفي التقسيم الاثني يعتبر النوبيون ساميين مثل الامهرا ملوك الحبشة من نجران ـ كان لدي قاموسان نادران وفقدتهما ـ الفهما (هيللسون) من الارسالية الاميركية، وربما الفهما في العشرينات من القرن الماضي وطبعهما في مطبعة (الياس انطون الياس) صاحب القواميس المشهورة بمصر، احدهما باللغة الامهرية والآخر باللغة النوبية واتضح لي لدى مقارنتهما ان كل سبع كلمات في الامهرية لها نفس المعنى في اللغة النوبية وبكل اسف هذان القاموسان اصبحا نادرين ونتمنى ان يقوم المختصون باعادة طبعهما. واعلم ان الله سبحانه وتعالى اعز العرب بالاسلام وما تقوله عن نقاء العنصر (ليس هناك عنصر نقي) الا في مخ هتلر. فعليك ان تعود الى اسلامك الصحيح، فقد كانت هذه دعاوى الجاهلية وجاء الاسلام بنوره الوضاح فذكرنا بأن لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى، فاذا كانت العرب العادية في قلب الجزيرة العربية وبطاح الشام وتلال اليمن قد نبذوا ورموا من ورائهم العنصرة وهم العرب الاقحاح فما بال المشكوك في عروبتهم يثيرون هذه النزعات والوانهم تكذبهم، وحقيقة المثل السوداني العظيم (التركي ولا المتَّرِك).