لا يختلف اثنان ان مشكلة الصومال هي مشكلة معقدة ومتشعبة، كونها مبنية على نعرات قبلية قديمة يصعب اجتثاث جذورها بسهولة. واعتقد كما يعتقد غيري ان هذا العداء القبلي علاجه تكثيف توعية المجتمع الصومالي بعواقب هذا الوباء من خلال ترسيخ العقيدة الصحيح خاصة بين كافة فئات الشعب مع التركيز على حملة الاسلحة وذوي العقول المتدنية وضعاف النفوس. وقد يتطلب ذلك فتح مراكز ارشادية تتولى تنفيذ هذه المهمة. ونرى ان الحكومة الصومالية المؤقتة تقاعست عن هذا الجانب. وهذا احد نقاط ضعفها.
لا شك ان من حمل مسؤولية الصومال في الوقت الراهن قد حمل على نفسه ظلما كبيرا وعبئا ثقيلا، وان رضا الناس غاية لا تدرك. وانطلاقا من هذه القاعدة العامة فان ارضاء كافة العشائر والقبائل الصومالية يكاد يكون امرا مستحيلا.
في ما يتعلق بنقاط القوة التي سجلتها الحكومة الصومالية المؤقتة حتى الآن، بالكاد تنحصر في قيامها بزيارات مكوكية لكثير من الاقطار الخارجية واشتراكها في مؤتمرات اقليمية ودولية عديدة مما أدى الى اعادة اسم الصومال في المحافل الاقليمية والدولية. ويعتبر هذا في حد ذاته خطوة لها وقعها ومكسبا لا يمكن الاستهانة به.
اما في ما يتعلق بسياستها الداخلية وهي اهم من سياستها الخارجية فنرى ان هناك الكثير من النواقص والتقصير حيث ان انجازات الحكومة تسير بخطي بطيئة جدا وفيها مآخذ وعيوب وهو ما نعده نقاط ضعف في الحكومة الصومالية المؤقتة. والذي يتابع سير الاحداث في الصومال وكيفية معالجة القضايا العالقة والمناقشات التي تدور في جلسات مجلس الشعب والتصريحات التي يدلى بها بعض مسؤولي الحكومة من حين لآخر يشعر بالقلق وعدم الاطمئنان وتساوره المخاوف، كون الرؤية المستقبلية غير واضحة المعالم ولم تقدم الحكومة الصومالية المؤقتة ولا حتى اعيان القبائل التقليديون اية تضحيات ملموسة في سبيل انقاذ الصومال، الامر الذي يوحي لنا اننا كصوماليين حكاما ومحكومين، لم نصل بعد الى درجة النضوج الكامل.
ولا ابالغ اذا قلت ان هناك تقاعسا واضحا من جانب بعض اعضاء الحكومة ورؤساء العشائر. وعتابنا الشديد بالذات على الذين ينتمون الى العشائر الجنوبية حيث ان فرص التحرك لديهم والعمل لانقاذ البلاد اكبر بكثير مقارنة بالآخرين. وأرى انهم لم يؤدوا دورهم تجاه الحكومة وتجاه بلدهم على الوجه المطلوب، حيث كان من المفروض عليهم بذل المزيد من الجهد وبذل اسمى آيات التضحية وذلك لاسباب يطول ذكرها في هذا الحيز.