وبعض الأحذية آيديولوجي

TT

* تعقيبا على خبر «الصحافي العراقي رامي بوش بالحذاء يرمى بحذاء في باريس»، المنشور بتاريخ 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أستغرب انزعاج الزيدي من سؤال طرح عليه، بالطريقة غير المهذبة التي عبر بها عن مشاعره تجاه بوش. للأسف صار الحذاء ثقافة يعتز بها بعضنا. أنا لا ألوم المواطن العادي البسيط، الذي يجهل أخلاقيات الصحافة وآدابها كمهنة، وإنما ألوم بمرارة بعض الإعلاميين العرب الذين جعلوا من «القندرة»، كما يطلق العراقيون على الحذاء رمزا. على شاشة إحدى الفضائيات، شاهدت صحافيا محترما يعرض حذاءه على المشاهدين، ويحاول أن يقبله. قرأت عناوين رئيسية كبيرة في صحف عربية أحدها يقول «الحذاء يوحد الأمة».. وعنوان آخر يرفع شعار «لا تتوحد الأمة إلا بالحذاء».. وشاهدت مظاهرات يرفع فيها المشاركون الأحذية على رؤوسهم بفخر كبير. ونصبا تذكاريا على شكل حذاء مليء بالأزهار. وتفتق ذهن أحد الشعراء عن قصيدة عصماء، تمجد الحذاء وتعتبره رائدا للأمة. ومنهم من بالغ بأن جعل الحذاء شعارا للمرحلة النضالية الراهنة.

عدنان حسن ـ الأردن [email protected]