خطاب إعلامي غربي متحضر

TT

* تعقيبا على مقال عادل درويش «إيران وعقدة الاضطهاد»، المنشور بتاريخ 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن ثمة فارقا كبيرا بين الإعلام العربي والغربي، لا يقلل منه تصنع الانتماء الشكلي للغرب. وقراءة مثل هذا الموضوع تقتضي استحضار روح الإعلاميين، إذ مهما بلغت الهوة في السياسة بين إيران والدول الغربية، فإنها لا تصل إلى حد الخبط العشوائي وما يعنيه من إزاحة للموضوعية أساس العمل الإعلامي. الحديث هنا عن عقدة الاضطهاد ونسبها للإيرانيين لا يستقيم، لأن الكلام فيه يفترض أحد أمرين: إما التخصص في علم النفس، أو حيازة كم معرفي كبير في الدراسات النفسية. من خلال متابعتي للإعلام الغربي، لم أتعرف على مطبوع واحد رصين عبر عن هذا النزوع، والدافع هو الخشية من فقدان الموضوعية. متخصصون وخبراء عرب في معنى الدعاية، يعرفون أن الأمر في عالمنا العربي يقترب من السباب، وأن كثيرا منه تهكم. ليس المطلوب الابتعاد عن التمني بزوال هذا الحزب أو ذاك النظام، فهو حق نفترضه ولا نستحضره إلزاما، لكن الواجب يفرض الموضوعية، ومن ثم التعود على الخوض الموضوعي ليس في الشأن السياسي وحده، بل في الميادين كلها. من المدهش في نمطيته الأخلاقية تناول الصحف الرصينة في الغرب حياة الطغاة أو حتى المجرمين قبل إدانتهم بعبارات مثل السيد أو الرئيس. شكل متحضر من الخطاب! حسن آل بلال [email protected]