سودان يحتضر

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «السودان بلد المليون أزمة!»، المنشور بتاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن أغرب ما في أزمات السودان هو أن بلدا بهذه المساحة بات أكثر ضيقا من أن يتسع لأبنائه. والناظر إليه اليوم لا يرى سوى بلد يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة. هذه الحالة تتحمل مسؤوليتها الحركة الإسلامية الحاكمة، خصوصا أنها جاءت إلى الحكم مع بدايات تداعي الاتحاد السوفياتي، واقتضت الحكمة استيعاب الدرس بأن القوة لا تقيم نظاما سياسيا يحافظ على تماسك البلاد، لا سيما إذا استخدمت القوة لقهر المواطن لا حمايته. وليس أدل على إفلاس النظام الحاكم من أن يكون الرئيس مطلوبا لمحكمة دولية، لأن هذا الاتهام يتجاوز شخصه ليصيب الحزب السياسي الذي يمثله، والذي سخر إمكانيات السودان لحمايته. يجب العمل الآن على جعل الانهيار السوداني أقل تدميرا.

جعفر منرو - هولندا [email protected]