الكتاب كيان مثل قارئه

TT

* تعقيبا على مقال محمد النغيمش «مسؤولون لا يحبون القراءة!»، المنشور بتاريخ 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: للأسف، عدم القراءة جعل من معظم شباب هذا الجيل أكياسا فارغة في مهب الريح. فعندهم الآخر الممتع المثير (الإنترنت)، رغم الفارق الكبير بين الإنترنت والكتاب. كلاهما يحتوي على المعلومات ويحقق التسلية، إلا أن الكتاب يبقى كائنا يلازمك في كل مكان. يبادلك الألفة والحميمية. لا يعطيك الصورة جاهزة مبهرة، بل يجعلك تخلقها وتنطلق بخيالك إلى أفق رحب وواسع، لتفكر وتساهم بدورك في الإبداع، على عكس صفحة الإنترنت، فهي كالضيف العابر، يبهرك ولا تنشأ بينك وبينه أي حميمية، بل يجعل فكرك دائما في حالة سكون وجمود، ويغير من وظيفة الدماغ الفطرية، ويجعلها كوظيفة المعدة تهضم ما تتلقاه ولا تفكر فيه. لقد فشلت المدرسة العربية في تطوير أدواتها ومعلميها وجمع طلابها من مقاهي الإنترنت، والعودة بهم إلى طاولات المكتبة والكتاب.

عبد الخالق الشناوي إسماعيل [email protected]